بالصور : قصة غزة و " كيس الاسمنت "


الآلاف من المواطنين الغزيين يعيشون حالة من الغضب والتشتت لعدم توفر فرص العمل التي تقلصت بفعل شُح المواد الخام التي تدخل القطاع عبر المعابر الحدودية مع الجانب الصهيوني والأنفاق الحدودية التي تم هدمها من قبل الجيش المصري.
وقد أدى هدم الأنفاق الحدودية إلى رفع أسعار المواد المختلفة الموجودة في القطاع إلى الضعف أهمها "الأسمنت" الذي أدى بدوره إلى عزوف الغزيين عن الاستمرار في مشاريعهم من "بناء - قصارة – بلاط" وكافة الأعمال التي تعتمد على وجود الأسمنت، وهذا ما دفع الآلاف من العُمال إلى المكوث في بيوتهم حتى يتوفر الأسمنت في الأسواق الغزية.
المواطن أحمد فؤاد الذي عبر عن ضجره لجلوسه في البيت مدة طويلة دون عمل قال :" لا يوجد عمل في غزة وقد جلست في المنزل منذ شهرين وأصبحت لا أطيق الجلوس أو التحدث مع إخواني وأصدقائي لأنني أفكر كثيراً في الحال الذي وصلت إليه".
فؤاد الذي تأفف كثيراً خلال لقاء مراسل فلسطين اليوم الإخبارية به أضاف، :"أُعيل أكثر من ثمانية إخوة وكنت أتلقى ما يزيد عن 45 شيقل يومياً ولا يكفيني لسد حاجات منزلي واليوم بعد شهرين من الجلوس في البيت دون عمل أجد صعوبة كبيرة في الحديث مع أشقائي وأصدقائي وكلما تحدثوا معي عن الأموال كنت أغضب كثيراً وأتجنبهم لمنع حدوث أي إشكالية".
ويتابع فؤاد حديثه قائلاً:" اعمل مع شركة في مجال (الحِدادة) وقد اشتغلتُ في الكثير من الأبراج ولكن بعد هدم الأنفاق وارتفاع الأسعار قام مدير الشركة بوقف العَمَل لشُح المواد الخام من أسمنت وغيره من الأسواق الغزية".
بينما المواطن محمد سالم والذي يُعيل ثلاثة من الأبناء قال بصوت غاضب :"لا يوجد حياة في غزة -لا أمل ولا عمر- وفقاً لقوله، فالأمور تزداد صعوبة والدائرة تشتد يوماً بعد يوم .. "
وأكد سالم، أن العشرات من العمال الذين يعملون معه قد جلسوا في بيوتهم في انتظار من يساعدهم وينظر بشفقة إلى أوضاعهم المأساوية ، فمنهم من يعاني الأمراض ومنهم من يُعيل أسرة كاملة.
بدوره قال الطالب مهند خليل عامل بناء، :"الجامعة بحاجة إلى مصاريف يومية واليوم بعد إغلاق المعابر جلست في البيت ولا أملك سوى 200شيقل مواصلات".

10ألاف مواطن
ناجي سرحان وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في حكومة غزة أكد أن عدم دخول مواد البناء من المعابر الحدودية يخلق حلقة جديدة من الحصار حول الشعب الفلسطيني في القطاع.
وقال سرحان في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، إن 10 آلاف عامل كحد أدنى توقفوا عن العمل لعدم دخول مواد البناء وخصوصاً الأسمنت إلى القطاعات والمشاريع الإسكانية عامة"، مشيراً إلى أن كافة القطاعات الإنشائية سواء أفرد أو شركات خاصة أو شركات عامة تضررت وتوقفت عن العمل لعدم دخول مواد البناء.
وأوضح سرحان، أن الحكومة الفلسطينية بغزة تعمل على كافة الأصعدة لحل الأزمة الحالية وخاصة مع الجانب المصري بهدف فتح معبر رفح بشكل رسمي لدخول مواد البناء إضافة إلى ما يدخل من معبر كرم أبو سالم، قائلاً :"لو عمل معبر كرم أبو سالم بكافة طاقته لإدخال المواد الخام إلى قطاع غزة فلا يستطيع سد احتياجات المواطنين".

43% بطالة
وفي ذات السياق، أقرت وزارة الاقتصاد في غزة على لسان وكيل الوزارة حاتم عويضة بوجود ارتفاعاً في نسبة البطالة في القطاع التي وصلت إلى ما يقرب 43%، فيما ازدادت أسعار المواد المختلفة طردياً بسبب الحصار وفقاً لقوله.
وأكد عويضة في برنامج لقاء مع مسؤول الذي ينظمه المكتب الإعلامي الحكومي بغزة صباح الأحد، أن الحصار اشتد أثرة بالسلب على جميع القطاعات الإنتاجية بالقطاع ما أدى لرفع سعرها.






تعليقات

المشاركات الشائعة