5 عادات سحرية للأكل الصحي



للحصول على أكل صحي لا يقتصر فقط على ما تأكله .. ولكن كيف تأكله أيضاً
"الأكل المنتبه أو الواعي" وهو مبدأ موجود في جذور التعاليم البوذية والتي تهدف إلى إعادة اتصالنا بشكل أكثر عمقاً مع تجربة تناول الطعام والاستمتاع بغذائنا وأحيانا يشار لها بأنها طريقة "عكس النظم الغذائية " وبالرغم من ذلك فهي مفيدة جدًا في طريقك نحو سلوكيات غذائية أمثل .
يوجد عدد كبير من الدراسات والأبحاث والتجارب العلمية التي أجريت على طريقة تناول الأكل وعادات وطقوس الأكل وتأثيرها في أجسامنا ووجد أن تفاصيل هذه العملية لا تقل أهمية عن مكونات ما نقوم بأكله بالفعل .
مبدأ " الأكل المنتبه" يعتمد على فكرة أنه لا يوجد طريقة أكل صواب وأكل خطأ ولكنها هي درجة الوعي عن ماذا نأكل ولماذا؟، والهدف من الأكل المنتبه أن تعتمد وجبات الطعام على العظة المادية على سبيل المثال علامات الجوع في الجسم وليست العلامات العاطفية مثل الأكل عند الراحة أو للمتعة .
وفي تجربة تم إجرائها على عدد 1400 شخص يقومون بالأكل المنتبه ووجد أن نتائج هذا عليهم كانت إيجابية جدا متمثلة في أوزان أقل وإحساس أعلى بالرفاهية وأقل تعرض للمشاكل الهضمية.
وفي مقالة للصحفي " جيف جوردينير " في "نيويورك تايمز" يروي فيها عن زيارته لمعبد بوذي وكيف وجدهم يطبقون طريقة هذا "الأكل الواعي" والذي اعتمد على الأكل البطيء في الصمت التام المتأمل وذلك لإمكانية تذوق الطعام وتلمس قوامه ورائحته بكل دقة.
ولكن يوجد صعوبة في تطبيق هذه الطريقة التأملية الصامتة في الوجبة العائلية المعتادة في حياتنا اليومية وخصوصاً أنه في كثير من الأحيان تكون هي الفرصة للتواصل وتبادل الحديث الأسري .
حتى إذا كان طريقة الأكل المنتبه صعبة تطبيقها ولكن ليس بالضرورة أن يتم عملها بالكامل ، ويمكن عمل خطوات تستفيد بها من فوائد ومميزات الأكل المنتبه
وإليك 5 إرشادات سهلة وبسيطة تجعلك تستفيد من هذه الطريقة كالآتي :

1- الأكل ببطء :
المقصود بالبطء ليس المبالغة بشكل غير طبيعي ولكن من الجيد تذكير نفسك وأسرتك بضرورة المضغ الجيد لأن هذا يحسن من عملية الهضم ويجنبك العديد من الاضطرابات الهضمية ويجعلك تستمتع بشكل أكثر بمذاق الطعام، ويمكنك ممارسة لعبة مع أطفالك لضمان الأكل البطيء من خلال استخدام الأكل بالعصا على الطريقة اليابانية مثلا .

2- تذوق الصمت :
طبعا قد يكون من المستحيل تناول الأكل في صمت تام لأسرة في وجود الأطفال ولكن يمكن ممارستها كلعبة من خلال عمل دقيقتين من الصمت أثناء الأكل أو عمل وجبة أسبوعية في صمت نسبي، وفي حالة إذا كانت الوجبة وقت أساسي للالتقاء والحديث الأسري يمكن تمرير بعض الوجبات الخفيفة في منتصف اليوم لتكون نموذج لـ "الأكل المنتبه" ووجد أن شرب الشاي أثناء الانشغال التام قد يكون نموذج للأكل المنتبه أيضاً .

3- إسكات الهاتف وإغلاق التليفزيون :
حياتنا اليومية مليئة بالانحرافات الصحية ، فإنه من غير المألوف الأكل مع حماسية التليفزيون أو بمتابعة تليفونك الجوال بل ينبغي أن تكون منطقة الطعام التي تجمع الأسرة خالية من الإلكترونيات ، وهذا ليس معناه في ممارسة متعة تناول البيتزا أمام التليفزيون ولكن يجب أن تكون الاستثناء وليست القاعدة .

4- إبداء الاهتمام بنكهة الطعام :
ركز في الطعم الحمضي المنعش لليمون والطعم الحريف لأقطاب البيتزا، يجب الالتفات إليها وإلى التفاصيل الدقيقة من غذائنا وذلك لبدء الانتباه لما نأكل فعندما نبتلع وجبتنا في خمس دقائق بالطبع لا نشعر بما أكلنا وما يترتب عن كل المشاعر المرتبطة بتناول هذه الطعوم، ويمكن فتح أحاديث أثناء الطعام عن نكهات الأكل وقوامها وأن تختبر أطفالك في سؤالهم عن طعم الأفوكادو مثلا بما يذكرهم وهكذا، بالطبع هذا يتعارض مع نصيحة الصمت أثناء الطعام ولكن يصعب تحقيق كل الأهداف في مرة واحدة .

5- اعرف طعامك :
العملية الذهنية في الأكل متمثلة في إحياء العلاقة بينك وبين الطعام الذي تأكله وهذا يتأتى من خلاله الزراعة المنزلية وشراء الأكل بنفسك وانتقاؤه وتحديد مواصفات الجودة فيه وكذلك إعداد العيش والمخبوزات، وإنتاجك لغذائك بنفسك من خلال الزراعة المنزلية لا تعود فائدته فقط على تقليل البصمة الكربونية على المستوى البيئي، ولكن ينشئ علاقة خاصة جدًا بينك وبين الغذاء من خلال معرفتك لظروف نموه واحتياجاته وقيمته الغذائية، وستجد أن عادات التسوق الخاصة بك ستتغير حين قيامك بهذه العملية.

ومثلما يتضح أن "الأكل المنتبه" لا يحتاج تطبيقه لتركيز فائق وإنما هو التزام بسيط وتقدير للطعام وقبل كل شيء تمتع بالأكل الذي تتناوله كل يوم ويمكن أن تمارسه مع السلطة أو الأيس كريم أو الكعك أو التوفو ويمكن أن تمارسه في المنزل أو العمل أو حتى في أثناء تناولك وجبة سريعة خفيفة .

وحين يصبح تركيزك عن كيف تأكل وليس ما تأكل ستجد أنه يوجد العديد من المفاهيم ستتغير لديك بشكل كبير وإلى الأفضل دائما .

المشاركات الشائعة