عبدالقادر الحسيني في سطور
- ولد في إستانبول عام 1326هـ = 1908م.
-عاش في بيتٍ وطنيٍّ، وتلقَّى تعليمه الابتدائي والثانوي في القدس، وتلقى تعليمه العالي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.- اشتغل بالصحافة فترة قليلة، ثم تفرغ بعد ذلك للجهاد.
- كان على رأس مجلس قيادة التنظيم السري الذي أعد لثورة فلسطين الكبرى عام 1936م.- استمرت الثورة أكثر من خمسة أشهر، وخاض "الحسيني" معارك ضد الصهاينة اليهود.
- وفي إحدى معاركه أُصيب بجرح بالغ وتلقَّى العلاج في دمشق.- اشترك "الحسيني" في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1360هـ = 1941م.
- تعرض للاعتقال في بغداد عدة سنوات حتى أفرج عنه عام 1363هـ = 1943م.- بعد قرار التقسيم اختير قائدًا عامًّا لقوات الجهاد المقدس في فلسطين.
- قاد الحسيني معارك عديدة ضد الصهاينة اليهود، وحقَّق انتصارات باهرة.- حاول الحسيني الحصول على أسلحة كافية من جامعة الدول العربية، لكنه لم يجد ما كان يرجوه ويأمله.
- خاض الحسيني آخر معاركه في القسطل عام 1367هـ = 1948م، ورزقه الله الشهادة فيها.
لما أصدرت الأمم المتحدة قرارها الظالم بتقسيم فلسطين في 15 من المحرم عام 1367هـ= 29 من نوفمبر 1947م قررت (الهيئة العربية العليا) تشكيل منظمة (الجهاد المقدس) المسلحة، واختارت "عبد القادر الحسيني" قائدًا عامًّا لقوات الجهاد المقدس، فاستجاب "الحسيني" لهذا التكليف، وعاد إلى فلسطين، واختار بلدة (بئر زيت) بالقرب من رام الله مركزًا للقيادة العامة، وقام بالاتصال بقادة الجهاد في المناطق المختلفة، وتنظيم السرايا والخلايا الفدائية وفرق القنَّاصة، وبعد أن اطمأن على الأوضاع أعلن الثورة والجهاد المقدس على المحتلين، وأقبل عليه المجاهدون من كل أراضي فلسطين للدفاع عنها. وعلى الرغم من قلة الأسلحة التي كانت في أيدي المجاهدين، فإنهم حققوا انتصارت باهرة، ونصبوا كمائن ناجحة للقوات الصهيونية، ونسفوا بعض المؤسسات التي يمتلكها اليهود، مثل: مقر الوكالة اليهودية بالقدس، ودار الصحافة الصهيونية، وتمكنوا من السيطرة على منطقة القدس، والتحكم في طرق المواصلات التي تربط بين أغلب المستعمرات الصهيونية في فلسطين.
ولمَّا كان من الصعب على "الحسيني" أن يستمر في القتال دون عون ومساندة من الدول العربية، اتجه إلى دمشق التي اتخذتها اللجنة العسكرية للجامعة العربية مقرًّا، وطلب منها تزويده بالسلاح الكافي من مدافع ورشاشات؛ حتى يتمكن من مواجهة اليهود الذين يزدادون قوةً على قوة كل يوم، وحاول بكل الطرق استنهاض حماسة أعضاء اللجنة وإيقاظ وعيهم بخطورة الموقف في فلسطين؛ لكن محاولاته لم تجد تجاوبًا كافيًا.
وفي أثناء ذلك جاءت الأنباء بسقوط قرية القسطل في أيدي العصابات الصهيونية، وهي تتحكم في طرق المواصلات، ويهدد سقوطها مدينة القدس نفسها، وقد أبلى المجاهدون الفلسطينيون بلاءً حسنًا في الدفاع عنها، الذي استمر لعدة أيام؛ لكن قلة السلاح ونفاد الذخيرة، وتقاعس الجيش الأردني عن المساندة وكان قريبًا من ميدان المعركة أدى إلى سقوط القرية الباسلة.
ولمَّا علم "الحسيني" بهذه الأنباء المُحزنة، وجَّه كلامه إلى "طه باشا الهاشمي" المشرف العام على جيش التحرير وعلى تلك اللجنة قائلاً "يا باشا، إن القسطل حصن منيع، ليس من السهل استرجاعها بالبنادق الإيطالية والذخائر القليلة التي بين أيدينا، أعطني السلاح الذي طلبته منك وأنا أستردها، ولقد كانت خطتي إلى الآن أن أحاصر القدس والمستعمرات اليهودية وباب الواد، وأن أمنع عنهم وصول الإمدادات العسكرية والمؤن، ونجحت خطتي حتى اضطر اليهود أن يموِّنوا رجالهم بالقدس وفي المستعمرات بالطائرات، أما الآن فقد تطور الحال، وأصبح لدى اليهود رجال وطائرات ومدافع، وليس باستطاعتي أن أحتل القسطل إلا بالمدافع، أعطني ما طلبت وأنا كفيل بالنصر".
لكن ما طلبه القائد الفلسطيني لم يجد استجابةً عند هؤلاء، وأدرك أنه يخاطب قومًا لا يقدِّرون مسئولياتهم الوطنية، فقال لهم في غضب "أنتم خائنون، أنتم مجرمون، سيسجل التاريخ أنكم أضعتم فلسطين، سأسترد القسطل، وسأموت أنا وجميع إخواني المجاهدين".
عاد "الحسيني" ومعهم ستون بندقية إنجليزية قديمة، وعشرة مدافع، وبضعة قنابل، هي كل ما استطاع انتزاعه من الجامعة العربية ولجنتها العسكرية، وتوجه مع عدد من رفاقه الأبطال لاسترداد القسطل من أيدي اليهود. وقبل أن ينتصف ليل 27 من جمادى الأولى 1367هـ = 7 من إبريل 1948م شنَّ "الحسيني" ومَن معه هجومًا ما على الاستحكامات المحتلة، حتى دخلوها فاتحين.
ووسط هذا النصر كانت المفاجئة في صباح اليوم التالي، فقد عُثر على "عبدالقادر الحسيني" ملقى شهيدًا عند أول بيت من بيوت القرية.. ووقعت المفاجئة على المجاهدين كالصاعقة، فزلزلت أقدامهم، وأذهبت بثباتهم، فلم يبقَ المجاهدون في القرية سوى ساعات قليلة، تمكن الصهاينة بعدها من احتلال القرية مرة أخرى. وفي اليوم التالي 29 من جمادي الأولى 1367هـ = 9 من إبريل 1948م نقل جثمان البطل الشهيد، ودفن جنب أبيه في الضريح الكائن بين باب القطانين و باب الحديد
-عاش في بيتٍ وطنيٍّ، وتلقَّى تعليمه الابتدائي والثانوي في القدس، وتلقى تعليمه العالي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.- اشتغل بالصحافة فترة قليلة، ثم تفرغ بعد ذلك للجهاد.
- كان على رأس مجلس قيادة التنظيم السري الذي أعد لثورة فلسطين الكبرى عام 1936م.- استمرت الثورة أكثر من خمسة أشهر، وخاض "الحسيني" معارك ضد الصهاينة اليهود.
- وفي إحدى معاركه أُصيب بجرح بالغ وتلقَّى العلاج في دمشق.- اشترك "الحسيني" في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1360هـ = 1941م.
- تعرض للاعتقال في بغداد عدة سنوات حتى أفرج عنه عام 1363هـ = 1943م.- بعد قرار التقسيم اختير قائدًا عامًّا لقوات الجهاد المقدس في فلسطين.
- قاد الحسيني معارك عديدة ضد الصهاينة اليهود، وحقَّق انتصارات باهرة.- حاول الحسيني الحصول على أسلحة كافية من جامعة الدول العربية، لكنه لم يجد ما كان يرجوه ويأمله.
- خاض الحسيني آخر معاركه في القسطل عام 1367هـ = 1948م، ورزقه الله الشهادة فيها.
لما أصدرت الأمم المتحدة قرارها الظالم بتقسيم فلسطين في 15 من المحرم عام 1367هـ= 29 من نوفمبر 1947م قررت (الهيئة العربية العليا) تشكيل منظمة (الجهاد المقدس) المسلحة، واختارت "عبد القادر الحسيني" قائدًا عامًّا لقوات الجهاد المقدس، فاستجاب "الحسيني" لهذا التكليف، وعاد إلى فلسطين، واختار بلدة (بئر زيت) بالقرب من رام الله مركزًا للقيادة العامة، وقام بالاتصال بقادة الجهاد في المناطق المختلفة، وتنظيم السرايا والخلايا الفدائية وفرق القنَّاصة، وبعد أن اطمأن على الأوضاع أعلن الثورة والجهاد المقدس على المحتلين، وأقبل عليه المجاهدون من كل أراضي فلسطين للدفاع عنها. وعلى الرغم من قلة الأسلحة التي كانت في أيدي المجاهدين، فإنهم حققوا انتصارت باهرة، ونصبوا كمائن ناجحة للقوات الصهيونية، ونسفوا بعض المؤسسات التي يمتلكها اليهود، مثل: مقر الوكالة اليهودية بالقدس، ودار الصحافة الصهيونية، وتمكنوا من السيطرة على منطقة القدس، والتحكم في طرق المواصلات التي تربط بين أغلب المستعمرات الصهيونية في فلسطين.
ولمَّا كان من الصعب على "الحسيني" أن يستمر في القتال دون عون ومساندة من الدول العربية، اتجه إلى دمشق التي اتخذتها اللجنة العسكرية للجامعة العربية مقرًّا، وطلب منها تزويده بالسلاح الكافي من مدافع ورشاشات؛ حتى يتمكن من مواجهة اليهود الذين يزدادون قوةً على قوة كل يوم، وحاول بكل الطرق استنهاض حماسة أعضاء اللجنة وإيقاظ وعيهم بخطورة الموقف في فلسطين؛ لكن محاولاته لم تجد تجاوبًا كافيًا.
وفي أثناء ذلك جاءت الأنباء بسقوط قرية القسطل في أيدي العصابات الصهيونية، وهي تتحكم في طرق المواصلات، ويهدد سقوطها مدينة القدس نفسها، وقد أبلى المجاهدون الفلسطينيون بلاءً حسنًا في الدفاع عنها، الذي استمر لعدة أيام؛ لكن قلة السلاح ونفاد الذخيرة، وتقاعس الجيش الأردني عن المساندة وكان قريبًا من ميدان المعركة أدى إلى سقوط القرية الباسلة.
ولمَّا علم "الحسيني" بهذه الأنباء المُحزنة، وجَّه كلامه إلى "طه باشا الهاشمي" المشرف العام على جيش التحرير وعلى تلك اللجنة قائلاً "يا باشا، إن القسطل حصن منيع، ليس من السهل استرجاعها بالبنادق الإيطالية والذخائر القليلة التي بين أيدينا، أعطني السلاح الذي طلبته منك وأنا أستردها، ولقد كانت خطتي إلى الآن أن أحاصر القدس والمستعمرات اليهودية وباب الواد، وأن أمنع عنهم وصول الإمدادات العسكرية والمؤن، ونجحت خطتي حتى اضطر اليهود أن يموِّنوا رجالهم بالقدس وفي المستعمرات بالطائرات، أما الآن فقد تطور الحال، وأصبح لدى اليهود رجال وطائرات ومدافع، وليس باستطاعتي أن أحتل القسطل إلا بالمدافع، أعطني ما طلبت وأنا كفيل بالنصر".
لكن ما طلبه القائد الفلسطيني لم يجد استجابةً عند هؤلاء، وأدرك أنه يخاطب قومًا لا يقدِّرون مسئولياتهم الوطنية، فقال لهم في غضب "أنتم خائنون، أنتم مجرمون، سيسجل التاريخ أنكم أضعتم فلسطين، سأسترد القسطل، وسأموت أنا وجميع إخواني المجاهدين".
عاد "الحسيني" ومعهم ستون بندقية إنجليزية قديمة، وعشرة مدافع، وبضعة قنابل، هي كل ما استطاع انتزاعه من الجامعة العربية ولجنتها العسكرية، وتوجه مع عدد من رفاقه الأبطال لاسترداد القسطل من أيدي اليهود. وقبل أن ينتصف ليل 27 من جمادى الأولى 1367هـ = 7 من إبريل 1948م شنَّ "الحسيني" ومَن معه هجومًا ما على الاستحكامات المحتلة، حتى دخلوها فاتحين.
ووسط هذا النصر كانت المفاجئة في صباح اليوم التالي، فقد عُثر على "عبدالقادر الحسيني" ملقى شهيدًا عند أول بيت من بيوت القرية.. ووقعت المفاجئة على المجاهدين كالصاعقة، فزلزلت أقدامهم، وأذهبت بثباتهم، فلم يبقَ المجاهدون في القرية سوى ساعات قليلة، تمكن الصهاينة بعدها من احتلال القرية مرة أخرى. وفي اليوم التالي 29 من جمادي الأولى 1367هـ = 9 من إبريل 1948م نقل جثمان البطل الشهيد، ودفن جنب أبيه في الضريح الكائن بين باب القطانين و باب الحديد